برز تيار من الانهزاميين طفا على السطح كالغثاء ، عُرف بآرائه التخاذلية فهو ضد نهضة الأمة ويقف مع مخططات التغريب وفي الوقت نفسه يهاجم المصلحين الذين يأمرون الناس بالقسط متهما إياهم بألقاب نابذة.
فالإنكار على الطاغية المجرم حرام وبدعة منكرة، وتغيير المنكر إفساد في الأرض، والمطالبة بالحقوق المشروعة فتنة لا تبقي ولا تذر، استخدام سلاح المقاطعة شر كبير، الدعوة إلى نصرة إخواننا المظلومين خروج على ولي الأمر .. إلى آخر هذه الترهات.
لكن أكثر ما أضحكني وأبكاني أيضا، قول أحدهم في المنتديات (المظاهرات حرام لأنها من صنع الكفار) !! قلت له فلتترك جهازك فورا لأنه من صنع الكفار ! ولتترك دراستك أيضا لأن نظام التدريس فيها هو من صنع الكفار ! وارمِ بأجهزتك المنزلية في القمامة فهي من صنع الكفار ! ولا تقرأ الصحف والمجلات فهي من صنع الكفار ! .. وقل ما شئتَ في سلسلة غير متناهية !
ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء أنفسهم الذين يحاربون مقاطعة الكفار المحاربين كوسيلة ضغط لنصرة المستضعفين في البلاد المحتلة، ويعارضونها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعامل الكفار فيبيح تجارتهم وصناعتهم دون نكير !
حسنا .. فلماذا أصبحت صناعات الكفار محظورة في مكان، ومحبوبة في مكان آخر ؟ !!
يبدو أن الذي يحدد الحلال والحرام ليس هو القرآن والسنة والقواعد الشرعية بل المرجع في ذلك هو ولي الأمر الذي يأمر فيطاع وينهى فلا يعصى!
رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.